ياسمينا ... ألم... وأمل







 صنعاء _ عبدالسلام المساجدي  
ياسمينا طفلة لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها 
ووردة ذبلت قبل أوانها حينما أصيبت بضمور في الدماغ وشلل نصفي افقدها الحركة وجعلها طريحة الفراش الرث وحبيسة الجدران المتهالكه نتيجة أهمال  طبي شبه متعمد لحالتها وتغاضي غير معتبر لوضعها الصحي الحرج .

 تعيش ياسمينا مع والدتها وسبعة من الأشقاء الذكور 
في منزل متواضع يفتقر لأدنى مقومات الحياة وأبسط متطلبات العيش أشبه بالأكواخ العشوائية المكشوفة تتشارك فيه الحياة مع الطيور والحشرات والغربان كدليل واضح على نذير الشوؤم الذي يتربص بالطفلة ياسمينا ويهدد حياتها .

تستلقي ياسمينا بجسدها المنهك بالأمراض على سرير بائس بوجه شاحب وبطن متخمة بالجوع ورأس مثقل بالهموم وعينان غارقتان في الأحزان في صورة حية تختزل ملايين القصص في اليمن. 



إعاقة هيلينا  شكلت عباءً مضاف على أسرتها المعدمة وزادت من حدة المعاناة لأفراد أسرتها الذين يواجهون صعوبة بالغة في الحصول على الغذاء والماء ناهيك عن الهم الكبير الذي انضاف الى تركة الهموم التي تكالبت عليهم في حياة أصبحوا فيها غرباء .

حسان أبن الرابعة عشر ربيعاً والاخ الاكبر لياسمينا ورب الأسرة ومعيلها الوحيد الظروف المحيطة به جعلته يحمل هموم الأرض فوق أكتافة ويتحمل مسؤلية الرجل الخمسيني  في وقت مبكر من عمر الطفوله.

الحالة الصحية لياسمينا وضعت أفراد أسرتها امام تحدي صعب وأخذتهم إلى واقع عصيب كيف ومتى ومن سيوفر لهم تكاليف العلاج وقيمة المستلزمات اليوميه لمرض ياسمينا في الوقت الذي يوجهون فيه  صعوبة توفير المصاريف اليومية للمنزل  ناهيك صعوبة توفير ايجار الدراجة النارية التي تعتبر مصدر دخلهم الوحيد ..... معاناة لاتوصف ولاتستوعبها الأجيال وهموم تعجز عن حملها الجبال فحال ياسمينا واسرتها يغني عن السؤال  لأن حالهم  بلا شك في أسوء الأحوال.

فاصل لكلام اخو يسمينا 

هنا تجلت الإستجابة الطارئة والواجب الإنساني لفريق غطاء الرحمة التطوعي بمحافظة الحديدة وبادر بزيارة منزل الطفلة ياسمينا وتفقد حالها الذي ليس  أفضل حالاً من حال أسرتها المشبعة بالجوع والمثقلة بالهموم والمتسترة بالعراء والمتزينة بالشقاء.


حينها اكتشف فريق غطاء الرحمة بأن مساعدته لن تقتصر على الطفلة ياسمينا فحسب فحال الطفلة  وأسرتها على حد سوى 

فاصل لعضو فريق غطاء الرحمة 

تكفل فريق غطاء الرحمة بعلاج ياسمينا وتوفير المستلزمات اليومية لمرضها من أدوية وحفاظات وملابس جديدة و شراء كرسي متحرك عجزت اسرتها من شراءه نظراً لإرتفاع قيمة بالإضافة الى قيام الفريق بشراء ملابس جديدة لجميع إخوة ياسمينا السبعة بمن فيهم ياسمينا ووالدتها واخوها الاكبر.

لم يتوقف عطاء فريق غطاء الرحمة عند ياسمينا  وإخوتها الصغار ووالدتها فقط فمنزل ياسمينا كان له نصيب من ذلك العطاء السخي واللفته الكريمة للفريق  التطوعي ومن يقف ورائهم من فاعلي الخير الذين بدورهم قاموا بإعادة ترميم البيت وبناء دورة مياة جديدة وشراء أثاث منزلي متكامل بالإضافة الى شراء طاقة شمسية متكاملة وخزان مياة  للشرب وكذلك شراء سلة غذائية تحتوي على سلع غذائية رئسية كالدقيق والرز والسكر والزيت والفول والمكرونة..... 


والمفاجأة الكبرى كانت هنا عندما قام فريق غطاء الرحمة  بشراء دراجتين ناريتين لشقيقا الطفلة ياسمينا كمصدر دخل يعول الأسرة ويغنيهما عن حاجتهم للناس .




آن لياسمينا أن تنام قريرة العين مرتاحة البال في طمأنينة وآمان على مستقبلها ومستقبل أسرتها بفضل إعاقتها التي لم تكن تتخيل يوماً بأنها ستكون باب خير ونقطة فارقة في تحول حياتها وحياة اسرتها إلى الافضل. 


لما لا فقد ارتسمت البسمة على محيا ياسمينا وصارت قادرة على  الحركة كما كانت في سابق عهدها وصار بوسعها مشاهدة التلفاز واللعب مع إخوانها الصغار وماشاركة والداتها في أعمال المنزل وإقامة صداقات مع اطفال الحي ومعانقة خيوط الشمس وإستنشاق هواء عليل وتذوق طعم العافية ومخالطة الناس وكسر حواجز العزلة الاجتماعية التي كانت تعيشها من قبل نتيجة المرض الذي كاد أن يغتال طفولتها البريئة قي سن مبكر .

لولا عناية الله وجهود فريق غطاء الرحمة ومن يقف خلفهم من فاعلي الخير في دولة الكويت الشقيقة.






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جناح شركة " رفا فارما " للصناعات الدوائية يحظى بإهتمام رسمي كبير وإقبالاً جماهيري غير مسبوق من قبل زوار المعرض الدوائي بجامعة صنعاء “تفاصيل”.

شركة "جلب إخوان" للتجارة والإستثمار تشارك في مهرجان الإقتصادية ماركت التسويقي الرمضاني الأول .

مؤسسة " إخوان بعوم "للأدوية والمستلزمات الطبية تشارك في رعاية المؤتمر العلمي الأول لصحة المرأة وجناح المؤسسة يحظى بإهتمام كبير وإقبال جماهيري غير مسبوق .