مأساة قاصر



وكالة سام الإخبارية  _ جهاد النجار
لا حدود يمكنك الوقوف عليها حين تتحدث عن مآسي اليمنيين التي تفاقمت في زمن الحرب، فلم يكن للحرب الدائرة منذ سنوات من هدف، سوى مضاعفة المآسي والمواجع، وزيادة منسوب المعاناة لدى الكثيرين.
فكم من أسرة تحولت حياتها إلى جحيم مستعر، بسبب حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وحده القدر اختارها لهم وجعلهم لقمة سائغة في فمها الذي إلتهم الكثير، وسط مجتمع لم يرحمهم ولم يعطهم سوى جرعات من الألم، وحقنات من القهر الذي يهدّ الصخور الصلبة،  فكيف بنفوس بشرية لا تقوى على تحمل الوجع الذي يعتريها حين تمد يدها لتسأل مجتمع يبخل على أصحاب النفوس المتعففة، الذين لا يسألون الناس صدقة، مهما اقترب منهم الموت، وسكن ملك الموت في عقر دارهم، الذي يحيطه الظلم والتمييز والقسوة الإجتماعية.

عندما نتحدث عن المعاناة، تتعدد أشكالها ولكنها تتشابه في معانيها، فهذه القصة التي نسردها ليست لجريح أو أسير عائد من معركة منحته فرصة أخرى للحياة، وليست لجائع متشرد على أرصفة الأغنياء، بل هي قصة الظلم المجتمعي الذي يمارسه المجتمع، تجاه الشرائح الأكثر فقرا، والأقل قوة ونفوذا في المجتمع، هكذا يعتبرها البعض، وينظر إليها بنظرة دونية ممتلئة بالاحتقار والإذلال، فلا  يتردد في وصفها بأقبح الصفات، وأسوأ الأقوال، متعاملا معها بدونية وانتقاص، لا يمت صلة بالمعاني الإنسانية والأخلاقية، كما لو أنهم يعيشون في الغاب دون قانون يردعهم أو وازع أخلاقي يهذبهم.


دائما حين تندلع الحروب وتتفشى الصراعات الدامية، يصبح الإنسان الذي أنهكته الظروف، أكثر إنسانية ورحمة بمن حوله، بعيدا عن التمييز بشتى أنواعه، فالحرب لم تفرق بين أحد، بل تستهدف الجميع، ولكن في مجتمعنا اليمني، حدث نقيض ذلك، فهذة القصة التي نوردها، تضع أمامنا عنصرية حمقاء وتمييزا قبيحا وظلما منظما،تعرضت له أسرة مكونة من أمٍ وأطفالٍ لم يرتكبوا ذنبا أو جرما، سوى أنهم أرادوا العيش البسيط في هذه الحياة.


عادة اجتماعية  سيئة
امرأة تدعى ( م.ق )  في الثلاثين من عمرها، لا تختلف عن قريناتها من النساء المعنفات، فحين كانت فتاة صغيرة تحب التعليم، حرمتها أسرتها من حقها في التعليم تطبيقًا لقانون مجتمعي مجحف في حقوق المرأة لا يرى فيها إلا  أمة مأمورة مهمتها فقط ادارتها شؤون البيت والأطفال.
تعرضت( م.ق ) أيضًا لقرار أسريّ آخر ظالم لها أُرغمت فيه بالزواج وهي ما تزال في ربيعا التاسع، طفلة قاصر تحضرها أسرتها، لتصير في يوم وليلة، زوجة يجب عليها تحمل أعباء الحياة الزوجية الجسدية والنفسية، فقد رميت إلى أحضان رجل لا يحمل من مسؤوليته سوى اشباع رغباته الرجولية، ونظرته الحمقاء التي يسودها الاحتقار للمرأة، وهي نظرة سلبية ورثها عن محيطه الأسري والاجتماعي

معاناة جديدة
تزوجت ( م.ق ) وتجاوزت مرحلة معاناتها كقاصر أرغمت على الزواج، واستمرت حياتها الزوجية بين فكي قسوة زوجها وحالته المادية الصعبة،ولم يكتفي القدر بذلك وحسب، بل أنجبت أربعة أطفال بطريقة متتابعة، كونها لم تخضع لأي من وسائل التنظيم الإنجابية، لتراعي صحتها وصحة أطفالها، وهو ما سبب أمراض مزمنة لأطفالها، فقد أصيب أحدهم بمرض  شُخص فيما بعد بأنه استسقاء في الدماغ، فيما الطفل الأخرمصاب بمرض الصرع، وهو ما فتح لها فصلا جديدا من المعاناة، فحالة الأسرة المادية، لا تقوى على تحمل تكاليف العيش، فكيف بتكاليف العلاج الباهضة، والمتابعة الصحية المستمرة التي يحتاجها الطفلين المريضين.

رسالة إنسانية
لم تستسلم ( م.ق ) لهذا الكمّ الهائل من المعاناة والمسؤليات الملقاة على عاتقها، بل كافحت بكل قوة واقتدار للتغلب على صعوبات الحياة، وتحملت مسؤلية رعاية الأسرة، ولكونها تعرضت للمعاناة والتمييز الإجتماعي، حملت على كاهلها رسالة الإنسان، وكانت مثالا للتراحم والإنسانية في زمن قل ما تجد إنسانا بالمعنى الصحيح، فقد تبنت (م.ق) ثلاثة أطفال كتب لهم القدر بأن تتخلى عنهم أسرهم، وترميهم في الجب دون سابق إنذار، لتمر راحلة (م.ق) وتلتقطهم وتضمهم إلى أطفالها الأربعة، كملاكٍ ترتدي لباس الرحمة والرأفة، وتحلق في سماء الإنسانية.
رفض زوجها أن تتبنى هؤلاء الثلاثة الأطفال الذي وجدتهم، ولكنها بإصرارها استطاعت أن تلقنه درسا في معاني الإنسانية، وهو الزوج الذي لا يفهم درسا قط، بل حملها تبعات هذا القرار، وبقي الأطفال لديها تهتم بهم كما تهتم بأطفالها الأربعة.

ضحية الحرب
استطاعت ملاك هذه القصة، ضبط مجريات حياتها والموائمة بين اهتمامها بأطفالها، خصوصا طفليها المريضين، وتدبير شؤون منزلها والتعامل مع مشاكل الحياة الكثيرة، ولكن حين تأتي العاصفة، يتضرر القارب الهش وينحرف مساره، فعندما اشتعلت الحرب لم تستطع (م.ق) السيطرة على مسار حياة أسرتها، فقد أرغمت الأسرة على النزوح من صنعاء، نتيجة لقصف الطيران، خصوصًا أن منزل الأسرة يقع في منطقة فج عطان التي تعرضت لضرباتٍ جوية عديدة، أجبرت الكثير من الأسر على النزوح، فكانت أسرة (م.ق) إحدى الأسر المتضررة، لتنزح فيما بعد إلى إحدى القرى بمديرية آنس بمحافظة ذمار، وهي القرية التي ينتمي إليها زوج (م.ق).


مأساة نازح
فصلٌ جديدٌ من فصول المعاناة والبؤس عاشتها (م.ق) هي وأسرتها المكونة من أربعة أطفال من دمها، وثلاثة أطفال بالتبني، في حين تخلى الزوج عن كل مسؤلياته، التي لم يتحملها في الأساس، وذهب إلى جبهات القتال ملتحقا بجماعات الصراع، فتركها في قرية أسرته، متجاهلا حاجة الأطفال إليه، كأب يسكن معهم تحت سقف واحد، ولو أنه لا يمنحهم شيء.
لم تستقبل أسرة الزوج، زوجة ابنهم وأحفادهم كما يجب،  ولم يسكنوهم في مكان يليق بالإنسان، بل أسكنوهم في حضيرة للمواشي. لا طعام يشبع جوعهم ولا أحد يهتم بوضعهم، أم وأطفالها الصغار يتضورون جوعا ووجعا، البراءة وحدها تشع من وجوههم، فالطفلتان بالتبني كانتا تتمنان ولو حفنة من الأرز، رغم أنه فرض عليهما الذهاب كل يوم برفقة اخواتهن الأخريات لجلب الماء من مكان بعيد عن القرية، فيحملن أثقالا تفوق طاقتهن وأجسادهن النحيلة.

تمني الموت

كانت معاناة (م.ق) وأطفالها شديدة حد الإعياء، ما استدعى تعاطف بعض سكان القرية مع حالتهم، لم تستطع (م.ق) تحمل نظرات الرحمة من عيون البعض، بل تمنت لو أنها تموت تحت ركام إحدى الغارات الجوية، معتبرة أن ذلك أهون من حياة تعيسة تعيشها هي وأطفالها السبعة، غير أن سوء الحالة الصحية لطفلها، أضاف مأساة أخرى إلى قاموسها المملوء بالوجع، فهي لا تمتلك ما يسد رمقها فضلا عن علاج لطفلها المريض.
وبين هذا وذاك، جاءت إحدى نساء القرية المتعاطفات مع حالة (م.ق) ونصحتها بالانتقال للعيش في سوق ضوران، الذي يشبه المدينة الصغيرة، لعلها أن تجد هناك من يساعدها،  وبالفعل انتقلت (م.ق) وأطفالها إلى سوق ضوران، وسكنت في مدخل مبنى بجانبه حمام صغير، كانت (م.ق) مستعدة للعيش في العراء من أجل
مساعدة أطفالها والحفاظ على حياتهم
تلقت (م.ق) مساعدات بسيطة من فاعلي الخير، لبت بعض من احتياجات المعيشة اليومية، ولكنها لم تسلم من الأذى الصادر عن سكان المبنى، وعيون وألسنة المارة، ضايق هذا الأمر (م.ق) كثيرا، وكان بمثابة طعنًا في شرفها وسمعتها، من قبل أناس تجردوا عن الأخلاق والمبادئ. سجلت الأم  طفلتيها للدراسة في إحدى المدارس الخاصة باستقبال النازحين، وهناك حدث ما يدمع العين، ويكسر القلب، في موقف مؤسف أن يحدث في هذا العصر، فبينما كانتا الطفلتين في المدرسة، سقطت إحداهن مغمى عليها، نتيجة لنوبة جوع شديدة، لم يتحملها جسد الطفلة النحيل. قام أحد المدرسين هناك بمساعدتها، وفيما بعد عرف الأستاذ قصة تلك الطفلة وأسرتها، فدعته نزعته الإنسانية للتعاطف معها، وزيارة أسرتها، ورؤية حالتهم، فقدم لهم مساعدة مالية بسيطة، ولكنها في ميزان الإنسانية أكثرمن كونها بسيطة، لأنها تعبر عن شعور صادق لفعل الخير، رغم قسوة المجتمع.


بيت بلا جدران
تدهورت حالة الطفل المصاب بضمور دماغي، بشكل كبير، وبقيت الأم عاجزة عن فعل شيء، اتصلت بزوجها كثيرًا ولكن دون جدوى، وبعد محاولات عدة، أجاب الزوج على اتصالها، ولكنه حملها المسؤولية مجددًا، متملصا عن كل المسؤليات، ليس هذا وحسب، بل أخبرها أن عليها حتى أن تتسول لتساعد نفسها وطلفها، استجدت (م.ق) الكثير من الناس، حتى استطاعت توفير نفقات سفرها إلى صنعاء،وسافرت برفقة طفلها المريض وطفلها المتبنى، عادت إلى منزلها، ووجدته غير صالحٍ للعيش فقد تعرض جزء منه للدمار جراء غارات الطيران، حيث أصبح منزل بلا أبواب تحميها من الكلاب الضارية،  ولا نوافذ تقيها حرارة الصيف وبرد الشتاء، ولكن خوف الأم على حياة طفلها يفوق كل المصاعب، ويتغلب على كل المتاعب، أخذت (م.ق) طفلها إلى المستشفى، وبدأت إجراءات فحوصاته الطبية، ولكن الطبيب أخبرها أن تنتظر ليومين لحين خروج نتائج الفحوصات، وبسبب إستمرار القصف بالقرب من البيت المتهالك، وعدم قدرتها على إيجاد مأوى تسكن فيه ويحافظ على صحة طفلها،  قررت الأم العودة إلى ضوران، وأبقت طفلها بالبتبني في المنزل المدمر لينتظر الفحوصات الطبية ومن ثم يلحق بها إلى ضوران.

قتل للطفولة
عادت (م.ق) الى مأوى النزوح في ضوران، برفقة طفلها المريض الذي أنهكه سفرٌ لم يمنحه سببا للشفاء، وأهلك جسده الصغير مرض لم يجد له دواء، وتفاجئت كثيرا بما رأته، فقد كان طفلها الأخر في حالة إغماء كونه مصابا بمرض الصرع، موجع حين يحدق بها الجحيم من كل الجهات.
فبعد وصول (م.ق) زارتها إحدى النساء هناك، لتعرض عليها رغبة رجلين، يريدان الزواج من طفلتيها التين لم تبلغا بعد- الثانية عشر والثالثة عشر ربيعا، وقفت الأم حينها أمام أصعب الخيارات، تزويج طفلتان بعمر الزهور أو الاستمرار في حالة البؤس والفقر، خياران أحلاهما أمرّ من العلقم وأحلك من الليل.
 ظلت الأم في حيرة من أمرها، وفي لحظة وجع وفاقة، استسلمت الأم لمغريات المال، ظنا منها أن تزويجهن قد يخلصهن من المأساة التي يعشنها، كما أن مهرهن قد يساعدها في تيسير حالتها المادية الصعبة، اتصلت الأم بالزوج الغائب، لتخبره عن أمر تزويج الطفلتين.
فعاد الأب الغائب في دهاليز الحرب، ليعقد صفقة خاسرة، بتزويج طفلتيه البريئتين اللاتي ما زلن بعمر الزهور، وبمهر لا يساوي  إلا ربع المهر المتعارف عليه هناك، كان الأب يعقد صفقته المشبوهة مع ذلك الرجل الذي يزيد عمره عن عمر الأب نفسه، دون تفكير بمستقبل الطفلتين، أتفقا على مهر الطفلتين، وأخذ الأب المال بوجه ضاحك يكسوه الخزي، بينما الطفلتان حينها كانتا على سطح المنزل، يتشاركن اطلاق الألعاب النارية مع أطفال الجيران، ويتبادلن الضحكات البريئة،لا يعلمن ما يحاك لمستقبلهن، وبدون وعي بمعنى الزواج وما سيتعرضن له.

فاجعة أخرى
وفي تلك الأحداث المتسارعة، وصل خبر سيء وموجع كالصاعقة على قلب الأم (م.ق)، يخبرها إن طفلها بالتبني الذي تركته في صنعاء ليستلم نتائج الفحوصات، أصيب بشظية، نتيجة غارة صاروخية وقعت بالقرب من المنزل المتهالك الذي كان فيه، بمنطقة فج عطان، ولكن قد تم اسعافه وعلاجه من قبل سكان المنطقة، وحالته بدأت تتحسن، بكت الأم كثيرا على ابنها، ولم يكن بوسعها السفر إلى صنعاء، فهي لا تملك أي مبلغ من المال، فحتى مهر الطفلتين، أخذها الأب، وعاد من حيث أتى، عاشت (م.ق) لحظات صعبة، فالمجتمع الذي لم يقدم لها شيء، بدأ يرشقها بكلمات جارحة ومهينة مضمونها أنها لا تهتم بأبنائها الذين تبنتهم، أصبحت الأم حائرة عاجزة ومنكسرة القلب، ابنها في صنعاء مصاب، والآخر في غرفتها زاد به المرض، فضلا عن مضايقة من حولها لها، بسبب أمر تزويجها الطفلتين، المجتمع ذاته الذي لم يقدم لها وأطفالها شيئا، يجنبهم الاضطرار لإتخاذ هذه القرارات الموجعة، يفرض نفسه متحدثا عن الإنسانية الغائبة.

الموت والفقر
ساءت صحة الطفل المصاب باستسقاء في الدماغ، وحالف الحظ الأم (م.ق)، وسافرت مجددًا إلى صنعاء، واستطاعت الوصول للمستشفى، وبعد إطلاع الأطباء على حالة الطفل، صرخ أحدهم في وجه الأم، متهمًا إياها بأنها السبب في سوء حالة الطفل،ومنتقصًا من أمومتها، ومشككا في أن تكون هي الأم الحقيقية للطفل المريض، لم تتمالك الأم نفسها، وأصيبت بصدمة قهر ونوبة بكاء مما سمعت، بقيت الأم هناك تشاهد طفلها في أيدي الأطباء بحالة حرجة، ويتملكها الخوف عما قد يحدث له.
وفي لحظة خاطفة، شعرت أنها فقدت طفلها، فيهرع إليها أحد الأطباء يخبرها أن طفلها قد فارق الحياة، خاتما جملته ب" إنا لله وإنا إليه راجعون".
لم تتوقف مأساة (م.ق) عند وفاة طفلها، بل عجزت عن دفع تكاليف الفحوصات التي أجريت للطفل، ونفقات إخراجه من الثلاجة ودفنه، ولكن الله سخر لها شخص ما هناك، ساعدها بدفع كل ما عليها، وتكفل بإخراج جثة طفلها ودفنه.

السفر إلى المجهول
 وصلت مأساة (م.ق) ذروتها، وعادت إلى ضوران حاملة حزن أم فقدت طفلها، وبرفقتها طفلها الأخر مصاب بشظية حرب، لا تعرف هويتها، لم يطول بقاء (م.ق) في ضوران، فقد قررت العودة نهائيا إلى صنعاء هي وأطفالها، وطفلتيها، بدأت في صنعاء البحث عن عمل يغطي حاجتها هي وأسرتها، أيضا لم يتوقف ابنها بالتبني عن البحث عن عمل ليضمن القوت الضروري لهم.
لم يمضي وقتا طويلا على مكوثها في صنعاء، حين تلقت تهديدات ومضايقات تتهمها بالنصب، كونها أخذت طفلتيها وسافرت، دون تزويجهن على أولئك الذين دفعوا المهر إلى الأب، واتفقوا على أن موعد الزواج يكون بعد خمس سنوات ، ولكنها استطاعت أن تاخذ طفلتيها وتغادر حفاظا عليهن من الزواج بأشخاص تزيد أعمارهم عن الأربعين عام.

احتيال مشروع
حين علمت الطفلتان بهذا الإتفاق الذي يقضي بزواجهما بأولئك الذين يكبروهن بعشرات السنين، أصيبت إحداهن بنوبة تشنج، ما زلت تعاني منها حتى اللحظة.
ومع تحرك الأم (م.ق) ومجالستها للنساء في المجتمع من حولها، نصحتها إحدى النساء باللجوء إلى منظمة مناصرة لحقوق الإنسان، وعرض قضية الزواج عليهم، فقامت المنظمة بداية الأمر بإلقاء اللوم على الأم، ولكن بعد الإستماع لقصتها ومعاناتها التي لم تنقطع، تبنت المنظمة قضية الطفلتين،وقامت بالتواصل مع أشخاص من طرف الأزواج الذين اتهموا (م.ق) بالنصب والاحتيال عليهم، ورفضوا في بداية الأمر إرجاع مبالغهم وإلغاء الزواج، ولكن بعد ضغوطات قامت بها منظمة مناصرة واسمترت لمدة عام ونصف، قبلوا بضعف المهر الذي دفعوه مقابل التنازل عن الزواج، وترك الطفلتين وأمهن وشانهن.

المشروع الناجح

لم تتوقف القصة هنا، بل بدأ مسارها الإيجابي حين تعرفت (م.ق) على إحدى المؤسسات الإنسانية (مؤسسة بست فيوتشر) وتعلمت فيها مهنة حرفية، وعلمت بناتها أيضا، واستطاعت من خلال ذلك تحسين حالتها المادية، ووضعها المعيشي بترميمها المنزل، وشراء المستلزمات اللازمة لها وأطفالها، بل أنها تعمل حاليا على تعليم النساء اللاواتي تعرضن للحرمان والعنف المجتمعي، الحرف اليدوية.


- ملاحظة كل أحداث القصة حقيقية ولا يوجد أي مبالغة في سرد الاحداث.
-

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جناح شركة " رفا فارما " للصناعات الدوائية يحظى بإهتمام رسمي كبير وإقبالاً جماهيري غير مسبوق من قبل زوار المعرض الدوائي بجامعة صنعاء “تفاصيل”.

شركة "جلب إخوان" للتجارة والإستثمار تشارك في مهرجان الإقتصادية ماركت التسويقي الرمضاني الأول .

مؤسسة " إخوان بعوم "للأدوية والمستلزمات الطبية تشارك في رعاية المؤتمر العلمي الأول لصحة المرأة وجناح المؤسسة يحظى بإهتمام كبير وإقبال جماهيري غير مسبوق .